البيولوجيا و المنهج التجريبي
ثانوية بوعلقة عبدالقادر تسابيت أدرار :: منتديات السنة الثالثة ثانوي :: منتدى المواد الأدبية :: الفلسفة
صفحة 1 من اصل 1
البيولوجيا و المنهج التجريبي
البيولوجيا و المنهج التجريبي
طرح المشكلة :تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الامر الذي جعل البعض يؤمن بأن تطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعـتقد آخرون أن المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بإمكانية إخضاعها للدراسـة التجريـبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ- الأطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية بنـفس الكيفية التي يتم فيها تطـبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الآخر يتعلق بتطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها .
1-ب- الحجة : ومما يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعــقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائـنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريـق التغـذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمـو ، فتكون كل مرحلة هـي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحـقة هذا ، و تعـتبر المادة الحية مادة جامدة أضـيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الأعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظـيفة التي تؤديها وإذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – أيضا – بـالوحدة العضوية التي تعني أن الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته إلا في إطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود إلى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا،.بالإضافة إلى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق وهـو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائـق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحـلها ، لكن ذلك يبدو صـعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حيـة فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظـرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الأجزاء العضوية الحية فيما بيـنها ، مما يحول دون ملاحظـتها ملاحظة علمـية ، خاصة عند حركتها أو أثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضـو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقـصة غير شامـلة مما يفـقدها صفة العـلمية ، ثم إن عـزل العضو قد يـؤدي إلى موته ، يقول الفيزيولوجي أالفرنسي كوفيي: « إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الأحياء إلى نظام الأموات ».و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشـكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطـين الطـبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطـبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي إلى شروط اصطناعية يشـوه الكـائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن ،ومعلوم أن الـتجريب في المادة الجامــدة يقتـضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحـظات و الفرضيات ، و إذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائـما إلى نفس النتيــجة ، مثال ذلك أن حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الأولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالـثة تؤدي إلى موته ، مما يعني أن نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم إمكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البـيولوجيا ، علما أن التجريب و تكراره يستند إلى هذا المبدأ .و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .و من العوائق كذلك ، عائق التصـنيف و التعمـيم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صـنف ، فإن التصنـيف في المادة الحية يشكل عقـبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع أفراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الأنواع الأخرى من الكائنات ، ويعود ذلك إلى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي هدا فضلا عن العوائق الإجتماعية والدينية من تحريم الشرائع للتشريح ،إضافة للعوائق السياسية .
- النقد : لكن هـذه مجرد عوائق تاريـخية لازمت الـبيولوجيا عند بدايـاتها ومحاولتها الظهـور كــعلم يضاهي العلوم المادية الأخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما أن هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الأخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكيمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .
- نقيض الأطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن إخضاع المادة الحـية إلى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالـجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميــائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في إدخال المنهج التجريبي في البيولوجيا إلى العالم الفيزيولوجي كلود بيرنارد متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحـية في تطبيقها للمنهج العلمي .
- الأدلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتـكون من نـفس عناصر المادة الجامدة كالأوكسـجين و الهيدروجين و الكربون و الازوت و الكالسيوم و الفسفور ... فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القـيام بالملاحظة الدقـيقة على العضوية دون الحاجة إلى فصل الأعـضاء عن بعضها ، أي ملاحـظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسـائل الملاحظة كالمجهر الالكـتروني و الأشعة و المنظار،.كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة إلى إبطال وظـيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كيميائية خاصة .
- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسـة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير أن ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقــدة للمادة الحية . كما انه إذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار وأهمـية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمـله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
- التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحـية يمكن دراستها دراسة علـمية ، لكـن مع مراعاة طـبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا أن تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الأخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكيمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفـاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».
- حل المشكلة :وهكذا يتضح أن المشكل المطروح في ميدان البـيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود أساسا إلى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجيا
طرح المشكلة :تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الامر الذي جعل البعض يؤمن بأن تطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعـتقد آخرون أن المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بإمكانية إخضاعها للدراسـة التجريـبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ- الأطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية بنـفس الكيفية التي يتم فيها تطـبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الآخر يتعلق بتطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها .
1-ب- الحجة : ومما يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعــقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائـنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريـق التغـذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمـو ، فتكون كل مرحلة هـي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحـقة هذا ، و تعـتبر المادة الحية مادة جامدة أضـيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الأعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظـيفة التي تؤديها وإذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – أيضا – بـالوحدة العضوية التي تعني أن الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته إلا في إطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود إلى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا،.بالإضافة إلى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق وهـو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائـق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحـلها ، لكن ذلك يبدو صـعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حيـة فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظـرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الأجزاء العضوية الحية فيما بيـنها ، مما يحول دون ملاحظـتها ملاحظة علمـية ، خاصة عند حركتها أو أثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضـو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقـصة غير شامـلة مما يفـقدها صفة العـلمية ، ثم إن عـزل العضو قد يـؤدي إلى موته ، يقول الفيزيولوجي أالفرنسي كوفيي: « إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الأحياء إلى نظام الأموات ».و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشـكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطـين الطـبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطـبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي إلى شروط اصطناعية يشـوه الكـائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن ،ومعلوم أن الـتجريب في المادة الجامــدة يقتـضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحـظات و الفرضيات ، و إذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائـما إلى نفس النتيــجة ، مثال ذلك أن حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الأولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالـثة تؤدي إلى موته ، مما يعني أن نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم إمكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البـيولوجيا ، علما أن التجريب و تكراره يستند إلى هذا المبدأ .و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .و من العوائق كذلك ، عائق التصـنيف و التعمـيم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صـنف ، فإن التصنـيف في المادة الحية يشكل عقـبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع أفراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الأنواع الأخرى من الكائنات ، ويعود ذلك إلى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي هدا فضلا عن العوائق الإجتماعية والدينية من تحريم الشرائع للتشريح ،إضافة للعوائق السياسية .
- النقد : لكن هـذه مجرد عوائق تاريـخية لازمت الـبيولوجيا عند بدايـاتها ومحاولتها الظهـور كــعلم يضاهي العلوم المادية الأخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما أن هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الأخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكيمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .
- نقيض الأطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن إخضاع المادة الحـية إلى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالـجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميــائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في إدخال المنهج التجريبي في البيولوجيا إلى العالم الفيزيولوجي كلود بيرنارد متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحـية في تطبيقها للمنهج العلمي .
- الأدلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتـكون من نـفس عناصر المادة الجامدة كالأوكسـجين و الهيدروجين و الكربون و الازوت و الكالسيوم و الفسفور ... فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القـيام بالملاحظة الدقـيقة على العضوية دون الحاجة إلى فصل الأعـضاء عن بعضها ، أي ملاحـظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسـائل الملاحظة كالمجهر الالكـتروني و الأشعة و المنظار،.كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة إلى إبطال وظـيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كيميائية خاصة .
- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسـة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير أن ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقــدة للمادة الحية . كما انه إذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار وأهمـية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمـله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
- التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحـية يمكن دراستها دراسة علـمية ، لكـن مع مراعاة طـبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا أن تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الأخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكيمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفـاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».
- حل المشكلة :وهكذا يتضح أن المشكل المطروح في ميدان البـيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود أساسا إلى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجيا
ثانوية بوعلقة عبدالقادر تسابيت أدرار :: منتديات السنة الثالثة ثانوي :: منتدى المواد الأدبية :: الفلسفة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى